BoOoDy المدير
عدد الرسائل : 97 علم دولتك : Personalized field : تاريخ التسجيل : 01/04/2008
| موضوع: عادات الزواج في يافع من كتاب المختصر المفيد من تاريخ يافع المجيد الإثنين أبريل 14, 2008 6:10 pm | |
| عادات الزواج : الزواج في منطقة يافع له مراسيم ومواويل في غاية الروعة والجمال ؛ وهذه المراسيم لا تكاد تختلف من منطقة إلى أخرى في عموم سرو حمير , إلا بقدر طفيف , نظراً لما طرأ عليها من احتكاك وتقارب مع المناطق الساحلية القريبة من البحار , وهي عادة متوازنة ثابتة من حيث المضامين والأداء , على الرغم من حذف بعضاً منها لدخول المتغيرات العصرية الحديثة , واختلاف مشارب الناس, وأهوائهم في إحداث ذلك المضاف , أو المحذوف وفقاً لما استجد أخراً وأخيراً في المضامين الاجتماعية . وكان الراغب قديماً بالزواج لا يتجرأ ويقول أريد الزواج بل كانت رغبته تلتمس من قبل والديه من خلال مراقبة سلوكه , واشتداد عظمه ؛ كأن يستطيع حمل عجلة السنأة فتلك إشارة للأب بالرغبة , مفضلاً المماهرة ؛ وتبدأ مراسم الزواج في البحث من قبل الراغب في الزواج على العروسة ذات المواصفات المحددة في مخيلته , وفي الوقت الحاضر أصبح الابن يتمتع بقدر كبير من حرية الاختيار ليستطيع وضع المقاييس كالآتي : · أن تكون ذات حسب ونسب وملائمة لوضعه الاجتماعي. · أن لا تكون أقل من المتوسط جمالاً وإجمالاً . · اللون ليس مقياساً مهماً للاختيار على أن تكون ممشوقة القـوام ويحبذ أن تكون لا قصيرة ولا طويلة , لا بيضاء كثيراً ولا سمراء إلى حد السواد الحالك, لا تكون سمينة مترهلة ولا يابسة عود أي بمعنى أدق " مملوءة العظم والساعد ". · كما يفضل في الاختيار أن تكون غير مريضة أو حاملة لمرض ٍ معد ظاهر , أو مصابة بأي عيوب خلقية , ما عدا الأمراض الوراثية فهذه لا تأخذ بالحسبان. · يعد اختيار الصهر " النسيب " من الأمور المهمة , لأنهم يعتبرونه بدرجة الأخ , الذي يستطيع أن يشاركهم أفراحهم وأتراحهم , وكلما كان الصهر ذا مالاً ورجالاً كلما عظمت منزلته عند النسيب الآخر وغالباً ما تسند مهمة اختيار العروسة لشخص يسمونه الذريع وهو بمثابة المخبر وعندما يجد الذريع العروسة أو كما تسمى ( الحريوة ) من كلمة ( تحري ) ويعد التأكد من أنها لم تربط لأحد , يأخذ الراغب في جولة استطلاعية لكي يرى الفتاة المطلوبة ويلحظ جمالها من بعيد دون أن تشعر الفتاة بذلك مع ذكر صفاتها ومحاسنها الترغيبـية يقال ( بكر من تحت ذيل أمها ) فإذا أعلن الراغب الموافقة تقدم الذريع لإبلاغ أبو الفتاة برغبة الفتى ( فلان ) على الاقتران بابنته ( فلانة ) مشيداً ومبجلاً بصفات الفتى وذاكراً مناقبه الرجولية وحسبه ونسبه ( شاب ما أدّته الليال ) يقولها بفخر ومحاولاً بنفس الوقت إقناعه , فإذا ما بدت ملامح الإيحاء بالموافقة التقطها الذريع وذهب ليقنع أم الفتاة , والتي غالباً ما يبدأ الذريع باصطيادها بالموافقة أولاً . نظراً لتأثيرها على الزوج في حال تمرد الآباء لأسباب أحالت الموافقة المبدئية . وعندما يتم الاتفاق مع الذريع يحدد يوم لكي يحضر مع العريش أحد أفراد أسرة العريس ( الأب – الأخ ) على سبيل المثال ويذهب الكل إلى بيت ( أبو العروسة ) لإعلان الخطبة والسداد فيقال ( فلان ذرّع بفلانة ) بتشديد الراء وكلمة ( ذرع ) مشتقة من اسم الذريع كما تلاحظون أي ( ذرع وقاس ) وأخذ ما يناسب. وهناك أسس يتم الاتفاق عليها بحضور الذريع بين الطرفين أهل العروسة والعريس وتعد الذراعة بمثابة الاتفاق المبدئي الذي من خلال يستطيع المذرع أن يلعب دوراً مهماً في عملية التوفيق واجتياز الصعاب التي قد تبدو حينها بين الطرفين . وهناك حالة قد تطرأ بين الصهرين يتبادل فيها عروسة بعروسة يسمونها ( الـقفال ), وفي حال وجود شابين كل منهما لأسرة وهذه الحالة توفر كثيراً على الأسرتين من تكاليف وأعباء الزواج , ولكي لا نخرج عن أسس الاتفاق فيمكن إيضاحها كالآتي: 1. تحديد موعد الخطبة ( السداد ). 2. المهر ( الدفع ) , قديماً كان هناك مهراً عينياً وصداقاً مؤجلاً يقدر 13 قرشاً. 3. الذهب دبلة الخطوبة ( من سابق الحزام الفضة وغيرها من الحلي الفضية ). ومن ثم وحين أزوف موعد الخطبة يأتي العريس بدبلة الخطوبة ويلبسها كل من العريس والعروسة , على الطريقة العصرية مع أنه في السابق لم يكن ذلك متعارفاً عليه. وفي أثناء الخطبة تـترتب أمور لا تقل أهمية عن سابقاتها مثل: 1. تحديد موعد ما يسمى ( الخبوء ) ( المكمّة ). 2. يتفق على تحديد موعد العقد وموعد الزواج. 3. يتفق على عدد الشواعة ( المرافقين لإحضار العروسة ). 4. يتفق على تحديد موعد الضيفة ( ضيافة الشواعة ). وبالنسبة للأولى أي ( المكمّة ) هي عبارة عن لوازم زينة العروسة أثناء الحجب يسمونه ( قفشي ) ويقولون للمكمة ( قرقوش ) ولوازمها هي ثوب الخباء , ومصون , وهرد , وورس , وصم , وصندل , ويدات ( كفوف ) وبدل القرش قديماً ( مئتا شلن ) تربط صوف المصون ( للحريوة ) وتعني المصون المكمة أيضاً غطاء الرأس ( جوالة ) مصبوغة بالنيل لكي تعطي البشرة رونق وطراوة بعد غسلها ويسمونه ( النـُقد ) ويقال فلانة تـنـقذه والنقاذة تعني أنها أمتازت بجمالها عن غيرها ( منقودة ) أما الخبوء من أختبأ فيقصد به أنها قد توارت عن أنظار الناس وأصبحت في المننزل مستكنة الظلال بعيدة عن الشمس لا تلفحها فتغير لون بشرتها. ومدة الخبوء قد تطول وقد تقصر تبعاً لظروف العريس وأهله وأهل عروسته وأحياناً قد تصل إلى سنة وقد تقل إلى أسبوع , إنما الشيء الذي يسبق الزواج ويكون بعد الخبوء تماماً هو تلك المواويل المغناة تطلقها النساء في مسرحهن ومواوليهن تهيئة للعرس البهيج مثل: عندما تكون العروسة من قريـباته يتغنى النسوة: · صاحبة الحريو / الا واهداني جهدا ندب له نذوبه وخذ له من الجبح نوبه. · صاحبة الحريوة / الاواهداني بن عمنا وانسبنا الا واهداني واكتسبنا ذي كسبنا. وعندما تكون الحريوة من بعيد: · صاحبة الحريو / الا واهداني جهدا جزع بالملاوي وخذ قرنفل وجاوي. · صاحبة الحريوة / الا واهداني قاله امش ليتها لش حرز عرض المرّية الا وهداني ليتها منجد بسبعة علي الجنوب الغالية ( قروش ). · اما المضيفة: فهي عبارة عن رأس بقر أو غنم سواء مذبوحاً أو كان كما يقال (قوَد) ذلك لأن قديماً كان الرأس الغنم لعدد من الشواعة يقدر بأربعة كذلك لوازم الطبخ من زيت وأرز وغيرها من الحبوب. · وبالنسبة للعقد فيكتب قبل الضيفة وحينا يوم الضيفة وأخرى لا يكتب إلا عند حلول موعد الزواج مباشرة أي عند ذهاب الشواعة لإحضار العروسة, ويسمونها ورقة السداد يقام ببعض مناطق يافع على ضوؤها مغيل وطبل مثل مناطق الجبل لعلي حيث يسمونها الظهرة وهنالك بعض الاختلافات بين الماضي والحاضر فقديماً لا يؤخذ رأي المرأة في الموافقة على الزوج أو العريس وكان الرأي رأي الأب فقط. ولكن الآن أعطي للشابة نصيب وافر في حرية الخيار لشريك حياتها دون ضغط وإكراه من أسرتها كما عهد. فيتم كتابة العقد بحضور المأذون للبيت أو إلى ( الوحدة السكنية ) أيام التشطير وكان يحرص المأذون على تطبيق ما كتب وسن بقانون الأسرة بحضور الشهود والمهر الذي يكون غالباً من 300ألف إلى مليون يصل في بعض المناطق. · أما العقد فقد اتخذ الطابع الرسمي بعكس السابق الذي كان العرف هو السائد وكان عرف الوجوه دون كتابة هو الاتفاق بذاته في عملية التزويج قبل الاستقلال للجزء الجنوبي من الوطن اليمني وأقصد بعرف الوجوه العرف المتوارث دينياً وتطعيمه بما جرت عليه العادة قبلياً وعشائرياً وتأتي بعد كتابة العقد وتحديد موعد الزواج أياماً طالما كان الفتى و الفتاة يصبوان إليها في بداية الحلم الذي ما برح يراودهما وتبدأ بليلة اسمها ليلة ( الاثث ). ليلة الأثـث :وتعني تأثيث الرأس بما يسمى ( الهدس ) نوع من أوراق الشجر شبيهاً بورقة ( السدر ) وهذا الاثث لا ينطبق على العريس بل على العروس وتجري خلال وضعه على رأس الفتاة لفل شعرها ومداخلته بالخصلات ثم إعادة طي شعرها على شكل قرنعتين وتسمى ( الرحاضة ) والتي تفله يسمونها ( الراحضة ) وفي الوقت نفسه أي بمناسبة هذه الليلة ( الأثثية ) يلمس الحريو ( العريس ) بقليل من الحناء في يده وقدميه ويقال لها (سنَّة العريس ) ويتم ذلك بحضور بعض أصدقاء الشباب والطفولة بعد أن أصبح ( قاب قوسين ) أو أدنى من الوقوع بشباك القفص الذهبي. ويتخلل ذلك الحضور ببعض القفشات والنكات يرسلها أصدقاؤه مصحوبة بالضحك والقهقهات المرحة. آخذين بعين الاعتبار تشكيل مجلس قضاة لمحاكمته وإدانته بالخروج من طوق العزوبية إلى حرم المتزوجين. وبالطبع كل هذا نوعاً من التفكيه وهي عادة جديدة ليست منتشرة كثيراً في مرابع يافع وسر وحمير وقد تنوعت بيافع أساليب أخرى في عملية التفكيه... وفي اليوم الثاني صباحاً يتم تخضيب العروسة ( الحريوة ) بالخضاب من قبل امرأة تجيد النقش ويعطى لها أجر على ذلك. وتقوم أيضاً هي أو غيرها بفل شعر العروسة وإعادة تسريحه وقص (النبعة).وبين الفينة والأونه تطلق الزغاريد طيلةالنهار حتى ينجز نقش أرجلها ويديهاوتسريحة رأسها وتحديد قصة الرأس (النبعة) ,ومرجها بالهدس,فتبدو ذات لون أخضر يوحي بدخول الفتاة دائرة النساء وبهذا تكون قد أتت البداية الفعلية نالمراسم في نفس هذا اليوم يوم الحناء . ليلة الحناء : يذبح رأس بقر أو غيره ويدعى المعازيم للمشاركة بهذه الأفراح واليالي الملاح وتكون المشاركة عبارة عن مغيل ببيتي العروسين يحضرها الأقارب والجيران والمدعوين تتجاوبها شعائر الود,وطرف الحديث وحسن المجاملة.يستمر ذلك الود المتبادل حتى الساعة السابعة مساءً تقريباًوهو موعد العشاء حيث يقدم العشاءالمكون من أطباق الرز واللحموأقداح العصيد المعمولةمن القمح الأبيض (الذرة ) المعصودة من اللبن المحض (لبن البقر)المفجوة من وسطها بفجوة مملؤة سمناً وعسلاً وفي دائرة القدح للعصيد النمارق المصفوفة والتي تشم نكهتها من بعد تجعل من يهواها مسالاً للعابه . فيحتلق المدعوين حول ذلك القدح ويبدأون مبسملين محالقين(بذكر الله) (بسم الله الرحمن الرحيم, ذكر النبي فايدة). فيأكلون حتى يشبعون ومن قام يزجره صاحب الدعوة بأن لا يتركهاقائلاً تصيبك. طبعاًأثناء الأكل هناك من يقوم برب السليط الحلي (من السمسم) ويسمونه الجلجل ويدرب فوق العس (نشاحي )مستمراً حتى يقال له أكرم (سلمت يداك).ويقال في المثل الشعبي :من سكت ما نشحوا له. وفي سالف العهد كانت تقسم بعد العصيد اللحمة, فيعطى للعروسين (لخمة الساعد لكي يسعدا)وللآخرين تعطي كلاً بيده مصحوبة ببعض العبارات التي يقولها الأهالي أن فيها نوعاً من التفرقة لهذا اندثرت تماماً وتلك العبارات ,عند التقسيم كان يقال:من معي فيرد عليه:معك فلان ابن فلان..فيكرر وما سلبك :فيرد عليه , أبو ناضور (مثلاً) .. ويقرر القسم على ضوء الرد (صغيرة أو كبيرة) أما الذي يأتي بلا داعي فكان يرد, بقوله(سمعها وجي) .وهذه الوليمة بليلة الحناء يقيمها من كان على سعة وإقتدار وهي ليست من الشروط بشئ .إنما هي للمجابرة ومشاركة الأفراح كما أسلفنا .وينتخب من خلالها أولئك النفر الذين سيكونون(شواعة) الحريو الحريوة عند (الملاقاة) وبعد ذلك نسمع الطبل وأصداؤه تهز الأرجاء فتطرب له النفوس وتهب إليه الأفئدة فهذا الصوت نغماته ودندناته قد تأصلت بالعروق وجرت بالدم ,فالكل ينتشي عند سماعه,فالذي لا يرقص يشعر بالندم والأسى ويعتبر ذلك تجاوزاًما كان ينبغي تجاوزه في مراحل حياته وفتوة شبابه. والرقصة تكون ثنائية واسمها الفسيخ ,والشوبلية نسائي أو رجالي والذي يميز الرجالي عن النسائي, بأن الرجالي أكثر سرعة وإنحداراً ورجوعاً إلى الخلف.التي غالباً ما تكون ذات بطء شديد ولا ترفع الاقدام بشكل يضاهي الرجال عن القاع. إطلاع الحنََّاء : وبعد انتهاء الرقصة بنصف الليل يهم الجميع بإطلاع الحناء فوق سطح المنزل ,ويصطففن النساء صفين متقابلين ,أو على شكل دائرة ويكون العروس أو العروسة متواجدين في الحلقة وفي بعض المناطق والقرى لا يشترط ذلك.أما الرقصة فهي نسائية صرفة وثنائية بنس الوقت احداهن تحمل صحن فيه أربع حبوب بيض مطروحات فوق ورق الحنلء والأخرى تحمل (القطرة) مجمرة فيها البخور واضعات ذلك على رأسيهما والأخريات يرددن أهزوجة على المحنا..على المحنا..على الحنا ويهنأ من حنى كفه ,على الحنا..على الحنا ويصحى الراقد الأيان..وتتبادلنا ذلك بنشاط وحيوية على صوت الطبل والأهازيج الملحنة وفي هذه الليلة المباركة يتم إطلاق أعيرة نارية مضيئة في عنان السماء وبشكل كثيف ايذاناً بطلوع الحنا. ويستمر الوضع على هذا المنوال لمدة نصف ساعة أو أكثر وبعدها تقوم النسوة بكسر البيض فوق كل ركن في البيت مربع الأركان ومن ثم يغادر الناس والمدعوين استعداداًليوم الغد.ومن أقوال الشعراء في تلك الليلة أي ما قبل اطلاع الحنا يقول:بن محسن من أهل العز والناموس ,الا ويش أخرجك وامال ونت بالشبك محبوس ,فيرد الشاعر محمد عوض :ياليلة الرحمن .. بانسمر على التريك والفانوس رع الموحس ,سلا الدنيا ووعنتر جنة الفردوس .وفي ظهيرة اليوم الثالث يتواجد من تم احتياره (شوييع)للعروسة والعريس كلاً على حدة ويتجمع الشواعة وهم معصرون. (الشواعة) : ببنادقهم و (شكاكهم) المحشوة بالرصاص ومجفرون بالجنابي الذهبة و(الأميال) الفضية التي تنم عن أصالة وعراقة اليمنيون واعتزازهم بتراثهم والبراعة يحملون السيوف المطرزة بسبائك الفضة( السيوف اليمانية) ويتوافد الكل منتظرين خدمة العروسة والعريس :ومعنى الخدمة هي الخروج إلى الساحة ويفىش بساط على الأرض فيه كأسين من الحب النقي أي الخالي من (الجردم) ويسمى (العويلي). ويحضر العريس (الحريو) إللا الجلوس وسط حلقة النساء فوق البساط وهن يرددن أهزوجة:الا جيت أخدمك جيت واجهدعلى العافية ,الا بسم الله أسم ما القارئ قري بالحتام.ويذر قليل من الفحوس في مفرق الشعر (والشاحذ)يحسن له شعر رأسه قليل عند زوائد الشعر بجبهته وتسمى (التقصيرة)وسابقاً كانوا يعملون له تالوخ خلف رأسه بالنسبه للعروسة فلا يعمل لها وإنما تخرج إلى دائرة الخدمة وتمكث في الوسط في بعض الناطق .وأخرى تبقيها في البيت محتجبة , لكن الشئ الذي لا مناص منه هو رمي (النقطة) ,مبلغ عيني يهديها المدعو ,ويفديه على رأس العريس ثم يرميه إلى فوق الحب وهي للعروسين كدعم في الوقت الحلي. ولا زالت بعض قرى يافع تسير على سالف العهد بمنحه إياها غير عابئة بالمتغيرات. وتراها من محكوم نظرتها كالوصية الموروثة من الأجداد وتختلف عن نظام ما يسمى ( المخدرات ) بفتح الدال في المناطق المتحضرة مثل عدن و حضرموت. وبعد إنهاء حفلة الخدمة يتوثب الجميع, النساء ينفضّين والرجال ينتظمون حول ( مزمّلهم ) للإنطلاق نحو مسكن إقامة العروسة, وبالمقابل ( شواعة ) الحريوة ينتظرون قدوم شواعة ( الحريو ) وهم منتظمون حول مزملهم يمليهم الصوت المبتغى شل الزامل به. والذي غالبا ًُ ما يكون فيه اظهاراً نشمة القبيلة وعزتها أثناء الترحيب بالقادمين, أتراحاً وأفراحاً مثالاً على ذلك ما حدث بالطف عندما ذهبنا شواعة وكنت مرافقاً لهم, فكانت حصيلة تلك الزواج هذه الزوامل / للمترجز الشاعر الشعبي محمد عبد الله حمادة . ( الشواعة المستقبلة ). رباج رحب و المسن وأهل الهجر
والقفعة النصباء ذي رأس الشعاب ترحيب للصهاره ما الجاوي عصر
طف الذبابة ذي يرحب بالذياب يا مرحباً ما تركب الجاهم وحن
وما سيله لشعاب من طش السحاب ترحيب وافي من جميع أهل المسن
والطف جملة رحبوا شيبة وشباب بالضيف رحب تراحيب المطر
بالعود لخضر ذي نفخ من كل باب من رأس لا يغلط ولا يحمل أضر
لأن الشرف غالي يحسب له حساب الجواب من المتزمل الشاعر حسين عوض ديان: مانا سلامي كل ما شن المطر
ما يشرب الضاميء من العذب الزلال مقدار مني للمسن وأهل الهجر
والحيد ليمن ذي على الوادي حلال وعند الخروج:واكرمكم الله يا لبيوت الوافية
ما سيّله لشعاب لافوق الخلا خيرة قبايل ما اسينا الجافية
شرع الصهارة والعمد عند التلا واكرمكم الله كثر الله خيركم
ما سيله لشعاب وداهم كل سوم يا صهارنا ما شئ قصر من عندكم
ساعة حسينة خير من ليلة ويوم المحاولة : وتبدأ على إثر ذلك ما يسمى (المحاول) وهي حوار شيق يتم بين محاولي الشواعتين وتكون بداية الحوار في تلك المحاورة من محاول شواعة العريس حيث يبدا برد السلام والتحية ثم ترد عليه وعلى تحيته من محاول العروسة ويبدا محاول شواعة العروسة عن سؤال عن الحال والعلم والخبار (ويش علومكم) وقد يتوسع بالسؤال أيضاً عن اخبار الدول والبحار والأسعار والثمار ومن ثم يستفسر عن الطلب بالقدوم.
تابع الجزء الثاني | |
|
صالح منصر العمودي نور المنتدى
عدد الرسائل : 7 العمر : 38 الجنسية : يمني علم دولتك : هوايتي : مزاجي : تاريخ التسجيل : 26/05/2011
| موضوع: رد: عادات الزواج في يافع من كتاب المختصر المفيد من تاريخ يافع المجيد الخميس مايو 26, 2011 1:53 pm | |
| الله يعطيك العافيه يا مديرنا صراحة ان حبيت هذا المنتدى والله يوفكم فيه | |
|