BoOoDy المدير
عدد الرسائل : 97 علم دولتك : Personalized field : تاريخ التسجيل : 01/04/2008
| موضوع: عادات الزواج في يافع من كتاب المختصر المفيد من تاريخ يافع المجيد<الجزء الثاني> الإثنين أبريل 14, 2008 6:50 pm | |
| طريقة المحاولة في الزواج : البدء/ لمحاولة تعد مرسماً مهماً من مراسيم الزواج ولا يمكن الاستغناء عنها حين تقابل (شواعة) العريس والعروس وقد يطنب المحاول في سردها سجعاً ذاكراً اخبار الثمار والأمطار والأسعار وأخبار البحار (دولية) وقد يختصر مضامينها في السؤال عن الخبر فيقال/ أخبارنا سكون والشر مدحون وجينا على سنة الله ورسوله لأخذ ابنتكم صاحبة الشرف المصون والدرر المكنون على ابننا صاحب المعالي والفتى المفتون ومعه حمران العيون لأجل فرضاً كان مقضياً وسنون بعون الله نقضي الشف وفي كرمكم راجون نسهر ونسلى معكم وغداً راجون . الجواب: حيّا وسهلا بالقادمون وارحبتم في ديارنا والحصون , مع فتاكم صاحب المقام الميمون, وبإذن الله نقضي لكم شفكم وما تطلبون وذي من أجله وصلتم في الحفظ والصون, وفي الضبر مركون والليلة على السعة ترحبون سلا ورقصة ولله في خلقه شؤون مكرمون مع وافر السعادة والبنون والصهارة باقية اولون ولاحقون والله على ما نقول وأنتم شاهدون ثم يسلبونهم, ويعيقوا (يتناولوا منهم السلب). وقد تختصر هذه المحاولة عند السؤال عن الأخبار بقول محاول الشواعة القادمون الأخبار سكون والشر مدحون, جبينا على سنة الله والرسول. فيرد عليه اللخر (محاول شواعة العروسة) قائلا: حيا بكم , البيوت مفتوحة والشياه مذبوحة والعصيدة مقدوحة على سبيل المثال فقط. ثم يدخلون المنزل وتـقام الضيافة لهم وهي على حساب العريس. الوداع :ألا يابة كثر خيرك , ألا ما عادني بنتك , ألا ما اليوم بنت الناس. ويأخذنها حتى السيارة برفقة ( وصيفاتها المسايرات ), والمسايرات يخترن من أقربهن إليها . وينطلق شواعة العريس مع ملازمة العريس لعروسته مماشياً بطئ العروسة في السير خلفها ويقال سُنـّه ولو سبع خطي يتمرجل خلفها . وعند اقـتراب الموكب يخرجن المرحبات للـقاها وهن على شكل صفين متقابلين يتحركن بشكل طولي على مهل مع ترديد أهزوجة : ألا يا مرحبا حيا عسى والخط تي العنوان ( مشيرات إلى جمال المسايرات وراجيات أن تكون العروسة بنفس القدر من الجمال ). ماشيات ( الهويدا الهويدا ) حتى مردم الباب . على سيري , على سيري , بخطوة قسيمها أعشار , دخلتي مردم السدة , وقولي يا لخضر والياس.. وعند وصول النسوة بالعروس إلى باب العريس تـتوقف العروسة عن الدخول فيرددن : ألا لا تدخلين الدار , إلا ّ بحتامه , ولا ذبح لش ثور , ولا كبش ردماني , ولش بنه ولش قاته , ولش حبلين بالمسنى .. ويقال لتلك الطريق في بعض المناطق المجاورة ( الدحاقة ) وهي شبه منتشرة في المناطق الريفية اليمنية ثم يغيرن الصوت : ( ألا يا مرحبا حيا , ومدي رجلش اليمنى ) . ( الفتحة ) الفتاشة : وفي المساء من هذا اليوم يبدأ العريس بمحاولة رفع الجوالة المصنوعة من الحرير ويسمونه ( الدسمال ) من على وجه عروسته ورفع الجوالة ليست بالسهولة وإنما يكتنفها قليلاً من المشقة نظراً لما تبديه العروسة من تشرط في ما يسمى ( الفـتاشة ) وكلمة الفتاشة مشتقة من كلمة فتش ( أي رفع الغطاء ) وببعض المناطق المجاورة يسمونها ( الـفتـحة ) وكلما أجزل العريس بالعطاء كلما تيسر الأمر له فيعطي لها مبلغ من المال يقدره ظرف الزمان والمكان وأحوال العريس وشهامته ؛ ولا يكون هناك مساومة ساذجة بل يكتنفها الوقار والحشمة والحياء وتلزم العروس الصمت في حال عدم موافـقتها على الفتاشة, فتأخذه العروسة وتحتفظ به لأمها التي فارقتها حتى اليوم الذي يلي البراك أي عند رجوع العريسين إلى بيت أبـيهما بما يسمى ( الـردة ).يوم البراك :وفي صباح يوم البراك تأتي إحدى قريباتها من بيت أهلها لنقشها وإظهار زينتها وفيما سبق من الوقت كانت تحضر معها ( الهدس وصليط الجلجل ) والسمن لقص وتثبيت القصة , وبعدها تختار لها أجمل الملابس والثياب من ما أحضره لها العريس أثناء ( الضيفة ) لكي تظهر به في براكها بعكس صبيحتها التي تفترض عليها أن ترتدي من ثياب والدها. وكما أشرنا البراك يعتبر اليوم الرابع من مراسم العرس وفيه تأتي النساء للمباركة بعد صلاة الظهر وتقوم أثنائها المقربات للعريس بنثر ( الفحوس ) على رؤوس المهنئات ضيافة وواجب والفحوس هو عبارة عن ازاب أبيض , وقرنفل وكادي مع الهرد وهذه الخلطة تعد من قبل أم العروسة وتحضرها مع الهدس في صبيحة البراك , وذلك كان متعارف عليه فيما سبق إنما الآن نلاحظ إختفاء هذه الطريقة من السالف واستعيض عنها بشرب القهوة المحلاة والاصطفاف صفين متقابلين وهن يرددن أهزوجة: يا الله اليوم لا جينا بقهوة ولا قوت
جيت شفـّه بنظرة منكم قبل لا موت ألا جيت أبارك واطرج الفين سورة
على الحريو المزلّب وهو وغصن الضلالة ألا وفرش البيت وأمالي تقع لك جلاله
فرش بيتك حرير أخضر من الهند جاله والمردام ذهب وأقفال من حيث قاله وبنفس الوقت يكون الرجال في سلاهم ( يرقصون ) ويقرع الطبل بعد الغذاء مباشرة أي قبل ما يرتكزن صفوفاً ويحث في بدء الرقص أن يكون الشوط الأول للعريس وعروسه وبعدها ينتقل المهنئون جميعاً إلى الساحة أو إلى مكان واسع ( المفرش ) وتحتجب العروسة مرفوعة الجوال وهي متكئة على كرسي أو في ( الهده ) زامّة لا تحرك شفة تحذوها مسحة من الحجل الأنثوي. ووضعها هذا يسمونه ( الحباية ) من كلمة ( يحبو ) والقصد منه إظهار العروسة وتعريفها لأهل القرية سواء كانت جميلة أو قبيحة فليس هناك ما يستثنى وبهذا الوضع تصبو الناس نحو مضارعتها جمالاً وفتنة من خلال لبس أجمل ما يمكن لبسه لدرجة أن بعضهن تفوق العروسة جمالاً. وحينها يدخل الشعراء الشعبيون للمباراة الزجلية بأبيات المساجلة الشعرية والنساء يسجعن خلفهم بما يقولونه ( مدحاً وقداً ) فينقسمن إلى صفين أحد الصفوف يشدون بصدر البيت الأخير حتى يدخل الشاعر المناقض. وهكذا ويصحبن ذلك بحركة إيقاع القدم أماماُ وخلفاً وانعطاف الركبتين قليلاً والعودة لنفس الموقع وهناك تفاوت بخصوص تلك الحركة ؛ ففي بعض القرى يتحركن مع ثبات الموقع وبعضهن يدهفن مع الحركة. وتستمر هذه الأفراح حتى مغيب الشمس وبعدها ينفض الحاضرون والمشاركون في الأفراح كلاً إلى بيته ويروح من حضر من أهلها للمشاركة وتكون إعلاناُ بنهاية المراسيم العامة لتعود المراسم الأكثر خصوصية بيت المتناسبين مثل: الردة أو ( العودة ) البدية , والثامن ( كلها أسماء لمعنى واحد ) ففي اليوم الذي يلي للبراك يذهب العريس مع عروسه لزيارة والدي العروسة آخذين معهم كبش مذبوح وحلوى ( اللتيت ) عبارة عن حبوب السمسم الممزوج به العسل, وكذلك قليل من الهدايا مع مبلغ الـفتاشة الذي سوف يعطى للأم ويجلسان ذلك اليوم ضيوفاً ومن ثم يعودان وسالف الأجداد قديماً كانوا يعطون الأم قرشاً لكن الأمر أختلف الآن وأضحت الوفات. وفي بعض مناطق يافع يرجع الأبوين مع العريسين في زيارة مماثلة لبيت العروسة الجديد وهناك أناس يؤجلونها حتى إتمام اليوم الثامن من بداية العرس فيسمونها ( الثامن ). الثامن : يرجع ذوي العروسة أبوها وأمها بدرجة أساسية إلى بيت العروس بعد مرور سبع أيام من البراك أو أكثر لأنه كلما هم الأبوين في الثامن كلما أدى ذلك إلى إسراع الحريوة بالخروج للحياة العادية أما إذا تأخر فيعني بالنسبة لها البقاء في المنزل دون ظهور . والثامن هو بمثابة رداً لما جاء في الضيافة مع فارق بسيط من حيث كمية اللحم يكون أقل ( كبش مذبوح أو مقاد ) أي بنفس الطريقة إن كان مذبوحاً فليكن وإن كان مُقاداً فهذا يعني تظاهراً وهذه الطريقة قد تؤدي إلى خلاف والبعض يرد مثيلاً للضيافة ويعزم أهلي العروسين والمقربين ولوازم الثامن حلوى , ولتيت , وخبز الشموط وزيت وطحين وغيرها .. وضيافة الأبوين ببيت العريس لمدة ثلاث أيام والقصد منها من وجهة نظري هي: 1.إزالة ما تشعر به العروسة من وحشة وفراق لأهلها. 2. زرع الألفة مع أناس ربما لا تعرف طبائعهم. 3. التقارب وتقوية أواصر وروابط الصهارة الجديدة. وبعد ذلك تخرج العروسة وعند الذهاب لإحضار الماء , تأخذ معها قطع الحلوى, وتقسمها على النساء على سبيل التعارف وتسمى ( السّراحة )؛ ومما لا شك فيه أن هذه المراسم لا تكاد تختلف عما هو موجود بسر وحمير والمناطق المجاورة مثل رداع والبيضاء والضالع وردفان وشبوه وغيرها كثير. وهناك فوارق طفيفة أيضاً في عملية الأداء بيافع مثل: 1. تجنب شهر صفر في تحديد مواعيد الزواج ويقال في صفر صفرت عيون العذارى. 2. عملية الترحيب الشواعة تختلف قليلاً فبعضها يكون عند قدوم شواعة الحريو فيطلعن النساء فوق سطح منزل العريس ( الجباء ) مرددات: واهداني لمن هو كبير الشواعى هدان. وفي بعض القرى تقوم النساء بنفس المهمة ولكن بعد العشاء من يوم قدوم الشواعة فيسترجل الشواعة واحد تلو الآخر للظهور على النساء في المكان المجاور ومعهم نوعاً من البخور وطرحه في النار الموضوعة بالموقد ( المبخر ) أمامهن وعلى نوع البخور ينشمن الشيمة والرجولة والشجاعة لهذا الرجل لكن إذا ما رمى أحد الشواعة مثلاً ببخور ليس على ما يرام يكون ردهن بما معناه ( أن العود ينفح بما به ). 3. ( الرقصة ) أو السمرة مختلطة ببعض المناطق سابقاً ومنفردة كلاً على حده حاضراً , وقد أعيد الاعتبار ببعضها وخاصة بعد التماس الأهالي لسوء النية المبيتة عند مرضى النفوس من جراء الاختلاط. 4. ( النقطة ) وقد سبق شرحها ( الرفادة ) تدفع كمعونة للعريس وبعضهم يقر دفعها للشحذ حسب العادة القديمة لقاء أتعابه. بعد هذا التقديم للعادات والتقاليد نستنتج منها الآتي : 1. عادة الزواج في منطقة يافع وسرو حمير عامة سخرت طرقها بما يخدم حاجة المجتمعات الإصلاحية ومصلحة العروسين المعنيين بذلك الوضع , أي بمعنى أنها لم تكن ثابتة في الأداء تماماً وإنما احتفظت بالجوهر والأسس القائمة عليها وداخل بعض التعديلات بما يتلائم ومستجدات العصر وخاصة في الاستثنائية منها. 2. حافظت على أسلوبية الإيقاع وألحانه , ولم يطرأ عليها أي تغيير على الرغم من أنها أضحت في فترة من الفترات أسيرة الغناء والألحان اللحجية: مثل ألا يا طير يالخضر وين بالقاك الليلة. وطبعاً حسب المستجد مع الرقصة اللحجية التي أختفت في الآونة الأخيرة فجأة وأضحت تردد أغاني تراثية مثل : سالم علي قال وأتعبني سلب جنيبي , واتعبني الحيد ذي ما به تليانه. 3. تطورت ملابس الزينة واكسسواراتها وذهبها وحلت محل القديم ( الموضة المتبعة ). 4. كاد في فترة السبعينات أن يختفي الزامل وتحل بدله موضة جديدة حينها تحت شعار رفض الماضي مثل هنوا للعروسة والعريس. 5. تغيرت الشكليات والمطالب نحو الارتفاع الباهظ والمجحف مما زاد مشكلة العنوسة وعزوبية الفتيان بشكل ملفت على الرغم من الزواج المبكر. 6. ظاهرة الزواج المبكر منتشرة بيافع ومن تجاوز السن 25 من الإناث يضحى حظها ضئيل في الاقتران. 7. من عادات الزواج البدء بالكبيرة من البنات ولا يمكن تجاوز ما دونهن سناً لأنه يعني بالعرف أن الكبيرة ستبور وغالباً ما تدفع الصغيرات ثمناً لقسوة الكبيرات برفض كل العرسان الذين يتقدمون لهن إلا أن هذه الحالة أخذت بالآونة الأخيرة تضمحل إيماناً بالقسمة والنصيب. ومن طريف ما قيل أثناء المسايرة / إمرأة ترحب بضرتها ( طبينه ) البدء / علمسيري / علمسيري , وسوي غاز بالمغازه / رعي جدي حميقاني يدق المحيد من رأسه. الجواب: على المسيري, علمسيري وذا مرفع وذا طاسه / رعي جدي حبس جدش وكت الماء على رأسه. وخروج العروسة بعد مرور شهر إلى ثلاثة أشهر ببعض المناطق إلى الحياة العملية حيث تقسم الحلوى والنعانع على من تصادفها من النساء للتعرف والتعارف جار ٍ في بعض القرى. | |
|